لون زينب و سبب التسميه و من هي زينب ؟

لون زينب و سبب التسميه و من هي زينب ؟ 

وفد إلى مدينة رفاعة من مدينة كسلا رجل يسمى سليمان ضيف الله، مهنته التفصيل الأفرنجي ولقِّب ب (الأسطى). كان ذلك عام 1900م تقريبًا. إستقر سليمان ضيف الله في رفاعة حيث تزوج وأنُجِبت له بنت بدت عليها علامات النبوغ، سمَّاها زينَب. نشأت زينب وهي مشغوفة بالمعرفة والتعليم لكل ما يقع على عينها، كان والدها يصطحبها إلى مكان عمله فزرع ذلك فيها حب الخياطة وفنونها. ثمَّ حضر إلى مدينة رفاعة الشيخ بابكر بدري وفتح فصلاً لتعليم البنات بعد نجاح تعليم البنين.
وتم اختيار (زينب بنت الأسطى) مع زميلاتها زهراء الفكي، وآمنة عبد الله، وأم سلمة بابكر بدري. ويذكر أن الشيخ بابكر بدري كان مهتمًا بتلميذاته ويعجبه من زينب حبها وشغفها بالتعليم. تعلمت زينب في البداية القراءة والكتابة والخط العربي وحفظ القرآن، ونسبة لقربها من والدها تعلمت فن الخياطة وأبدعت فيه. برعت زينب في الخياطة بالتطريز بالألوان واشتهرت بشغل الخياطة التي تعرف بالمشكّلة وسميت (المشكّلة)؛ لأنها تتكون من التطريز لعدد من الخيوط الملونة التي تطرز في شكل زينة، غير أنها كانت تكثر من استعمال اللون (التركوازي) في عملها الفني وفي لبسها أيضًا عمدت إلى لبس اللون (التركوازي) بدرجاته المختلفة فأطلق عليه الأستاذ بابكر بدري (لون زينب) لإكثارها منه.
عرفت زينب بنت الأسطى بالحشمة والأدب والأخلاق الحميدة والعلم. وتخرجت في المدرسة الأولية (مرحلة الأساس) وعملت أول معلمة للخياطة بالسودان، أتتها فرصة عمل بالخارج لكن والدها رفض فاستمرت معلمة برفاعة إلى أن تزوجت من السيد المبارك عيسى وأنجبت منه وتركت العمل بعد الزواج.
لم تترك حياتها الاجتماعية ولا حب فن الخياطة تدير أعمال منزلها بنفسها سعيدة مع زوجها لذا قال فيها الأستاذ الشيخ بابكر بدري:
المقنعها سادر
وخشمها طابل
وغير زوجها ما بتقابل
عرفت بالصدق والجدية في الحديث وضرب الأمثال السودانية التي كان بابكر بدري يجوب الأسواق ليتحصل عليها ويحفظها لتلاميذه.
عند مجالستها لزميلاتها التي هي حريصة عليها تنثر أبياتًا في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم فقد قالت:
الحبُّه شال نومي ديما مساهر
يا الله حل قيدي ولي مكة أسافر
وقد كان لها في مدح الرسول الكثير والكثير أحب هواياتها قراءة القرآن تمنت الحج وحققت أمنيتها في عام 1924م وأنشدت قائلة فرحًا:
لنبينا الكريم أتم النية أزور أنا
القسمة ما معبورة
والعند الله ما مخبورة
توفيت عام 1990م رحمها الله.
اللون (التركوازي) كما يصفه الفنانون التشكيليون وأهل الفنون الجميلة هو مزج اللون الأزرق مع اللون الأخضر، غير أن (لون زينب) هو مزج الأخضر مع الأبيض، كما أن مزج اللون (التركوازي) مع الأبيض يمكن أن يعطى درجة من (لون زينب).

Post a Comment

أحدث أقدم